أحدث المقالات

انتقام الله من قتلة عثمان رضي الله عنه



وقفات مع الخوارج السبئية وجرائمهم

لقد أصاب الإمام أحمد كبد الحقيقة حيث قال: (شتم عثمان رضي الله عنه زندقة وباطنه كفر؛ لأنه يؤدي إلى تكذيب المهاجرين والأنصار الذين اختاروه بالإجماع).
ونشير هنا إلى جملة من أخلاق أولئك السبئيين المجرمين، وسوء صنيعهم وضلالهم، لتتكون منها صورة تتضح فيها حقيقة أنهم ما كانوا أصحاب حق ولا دعاة إصلاح، بل حثالات وأغماراً وغوغاء تجمعت في قبضة عصابة من ذوي الأهواء والأطماع والحقد الدفين.

1- وصفهم معاوية بأنهم: (أقوام ليست لهم عقول ولا أديان، أثقلهم الإسلام، وأضجرهم العدل، لا يريدون الله بشيء، ولا يتكلمون بحجة، إنما همهم الفتنة وأموال أهل الذمة) وأنهم: (يتكلمون بألسنة الشياطين وما يملون عليهم، وليس كل الناس يعلم ما يريدون، إنما يريدون فرقة، ويقربون فتنة، وأفسدوا كثيراً من الناس).

2- ودخل سعد بن أبي وقاص على عثمان وهو محصور، ثم خرج من عنده فرأى مالك الأشتر وحكيم بن جبلة؛ فصفق بيديه إحداهما على الأخرى ثم استرجع، ثم أظهر الكلام فقال: والله إن أمراً هؤلاء رؤساؤه لأمر سوء.

3- ولما سئل الزبير عن مقتل أمير المؤمين عثمان، وصف القوم الذين خرجوا عليه وقتلوه بأنهم: (الغوغاء من الأمصار ونزاع القبائل، وظاهرهم الأعراب والعبيد).

4- وبث هولاء المجرمون خبيئة أنفسهم للرجلين اللذين أرسلهما عثمان، فقالوا: (نريد أن نذكر لعثمان أشياء قد زرعناها في قلوب الناس، ثم نرجع إليهم فنزعم لهم أنا قررناه بها، فلم يخرج منها ولم يتب، ثم نخرج كأنا حجاج حتى نقدم فنحيط به فنخلعه، فإن أبى قتلناه).

ومن أمثلة أعمالهم السيئة وجرائمهم الكثيرة، التي تدل على سوء نيتهم وكذبهم وافترائهم وتغلب الهوى والحقد عليهم:

1- في الكوفة نقب جماعة من أهل الزعارة على ابن الحيسمان بيته وقتلوه، ولما أقيم عليهم الحد، نقم ذووهم على والي الكوفة الوليد بن عقبة، وافتروا عليه واتهموه بشرب الخمر، حتى حد وعزل، وكذلك أثاروا الفتن في وجه سعيد بن العاص، ومنعوه من دخول الكوفة (يوم الجرعة)، وطلبوا من الخليفة والياً غيره!.


2- وفي البصرة أثاروا الشغب والفتن في وجه الوالي أبي موسى الأشعري حتى عزل.


3- وفي مصر أفسدوا بين عمرو بن العاص وبين ابن أبي سرح، فعزل الخليفة عمرو وكذلك ثاروا في وجه ابن أبي سرح، وأخذ محمد بن أبي حذيفة ومحمد بن أبي بكر بإظهار العيب على عثمان والطعن فيه وأن جهاده حلال، وألبا الأحزاب عليه، ونفخ ابن سبأ في رماد الفتنة وأشعل جذوتها حتى تشظت ووصلت إلى آخر مداها.


4- وكذلك أظهروا الطعن على الولاة، واخترعوا أباطيل أرادوا أن يدينوا بها أمير المؤمنين، وافتروا أكاذيب وزرعوها في قلوب الهمج والغوغاء.


5- وزوروا الكتب على لسان الصحابة وأمهات المؤمنين ثم على الخليفة الراشد، والذي بسببه كما زعموا رحلوا إليه لخلعه وقتله.

ومن جرائمهم في الأيام الأخيرة من حصار أمير المؤمنين وقتله:
1- عندما جاءت أم المؤمنين صفية تغيث عثمان بالطعام والشراب، قام الأشتر في نفر معه بتنفير دابتها حتى كادت أن تسقطها من على ظهرها!. وكذلك فعلوا بأم المؤمنين أم حبيبة، واتهموها بالكذب، فلم يرعوا لزوجات نبينا لا حرمة ولا مكانة.


2- ومنعوا عن أمير المؤمنين الماء والطعام، فقال لهم علي: إن فارس والروم لا تفعل فعلكم هذا.


3- ولما آلت الخلافة إلى علي، ولى بني العباس بعض الولايات، فقال الأشتر النخعي: علام قتلنا الشيخ -أي عثمان- إذاً؟ اليمن لعبيد الله، والحجاز لقثم، والبصرة لعبد الله، والكوفة لعلي!.


4- والغافقي بن حرب يدخل على عثمان والمصحف بين يديه، فيركل المصحف برجله، ثم يهوي إلى عثمان بالسيف فيقطع يده التي كانت أول يد خطت المفصل. 


5- ودخلوا الدار فانتهبوها حتى أخذوا ما على النساء، وأخذ رجل ملاءة نائلة زوج عثمان، ثم تنادوا: أيحل لنا دمه ولا يحل ماله؟! فأسرعوا إلى بيت المال وانتهبوه. 


انتقام الله من قتلة عثمان رضي الله عنه

عن علي بن أبي طالب: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المدينة حرم ما بين عير إلى ثور، فمن أخدت فيها حدثاً أو آوى محدثاً؛ فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً».
قال الحسن البصري: (ما علمث أحداً أشرك في دم عثمان ولا أعان عليه إلا قتل).
وقال: (لم يدع الله الفسقة قتلة عثمان حتى قتلهم بكل أرض).
وعن عمرة بنت قيس العدوية قالت: (خرجت مع عائشة رحمها الله سنة قتل عثمان إلى مكة، فمررنا بالمدينة، فرأينا المصحف الذي قتل وهو في حجره، فكانت أول قطرة قطرت من دمه على هذه الآية: (فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم) (البقرة: 137)، قالت عمرة: فما مات منهم رجل سويا!).
وقد أقسم بعض السلف بالله أنه ما مات أحد من قتلة عثمان إلا مقتولاً.
وكان نزول دم أمير المؤمنين عثمان على قول الله تعالى (فسيكفيكهم الله)؛ فيه إيذان بأنه سبحانه سينتقم لعبده الخليفة الشهيد المظلوم؛ فقيض الله عز وجل للقتلة من تتبعهم وقتلهم واحداً بعد الآخر ومن ذلك:

1- قال قتادة: شق رجل من عبس لعثمان مطهرة فيها ماء، فقال: اللهم أظمئه قال: فركب الرجل البحر مع أصحاب له، وكان ثقيلاً، فنفذ ماؤهم، فانتهوا إلى ساحل اليمن فخرجوا وخرج معهم، وكانوا أخف منه فأدركهم العطش فمات عطشاً، وفي رواية: فمات، وأكلت النسور بعضه.


2- وقام جهجاه الغفاري إلى عثمان وهو على المنبر، فأخذ منه العصا ووضعها على ركبته فكسرها، فرماه الله بالأكلة في ركبته، فلم يحل عليه الحؤل حتى مات.


3- وعن محمد بن سيرين قال: (كنت أطوف بالكعبة، فإذا رجل يقول: اللهم اغفر لي، وما أظن أن تغفر لي فقلت: يا عبد الله، ما سمعت أحداً يقول ما تقول فقال: كنت أعطيت الله عهداً إن قدرت أن ألطم وجه عثمان إلا لطمته، فلما قتل وضع على سريره في البيت، والناس يجيئون فيصلون عليه، فدخلت كأني أصلي عليه، فوجدت خلوة، فرفعت الثوب عن وجهه فلطمت وجهه، وسجيته وقد يبست يميني قال ابن سيرين: فرأيتها يابسة كأنها عود!).


4- وقد كان معاوية أخذ محمد بن أبي حذيفة وكنانة بن بشر وغيرهم من قتلة عثمان، فسجن وجماعة ببعلبك، وسجن ابن أبي حذيفة وجماعة بفلسطين باللد، فهرب هؤلاء من السجن، فتبعهم والي فلسطين فقتلهم.


5- والأشتر النخعي بعثه علي والياً على مصر، فسار إليها حتى بلغ البحر الأحمر، أتي بشربة عسل فشربها فكان فيها حتفه. فلما بلغ خبره علياً قال: لليدين والفم! أي: كبه الله على وجهه.


6- وعبد الله بن سبأ بقي على زندقته، فحبسه علي واستتابه ثلاثة أيام، فلم يتب، فأحرقه بالنار في أحد عشر من جماعته.


7- وقتل حكيم بن جبلة ومن كان معه من قتلة عثمان في وقعة الجمل.


8- وعاش كميل بن زياد وعمير بن ضابئ إلى أيام ولاية الحجاج على العراق، بعد أكثر من أربعين سنة من مقتل عثمان، فأتي الحجاج بهما فضرب عنقيهما، نكالاً من الله بقتلة عثمان.


9- وقتل المدافعون عن عثمان كلا من قتيرة السكوني، وسودان بن حمران السكوني، وكلثوم بن تجيب، وذلك عندما اقتحموا الدار.


10- ورأى أبو قلابة الجرمي رجلاً بالشام مقطوع اليدين من المنكبين والرجلين أعمى منكباً على وجهه، وهو ينادي: يا ويله، النار النار! فسأله عن شأنه، فقال: كنت فيمن دخل على عثمان الدار، وكنت في سرعان من وصل إليه.

تعليقات
ليست هناك تعليقات




    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -